الكتاب
الكتــــــــــاب قوتُ القلوبِ، ومؤونة المحتاجِ، وسلْو المهمومِ المغمومِ، ومواسي المحزون، ونعم المؤانس هو في حال الوحدة والغربة ، حُقَّ له أن يكونَ الصاحبُ والخليلُ عند الخلوةِ ، المجافي لإفشاء أسرار الأصحاب ، المباعد عن كل ما يكدِّر الأحباب ، الواهبُ حكمة ، مصوِّب الرزايا والأغلاط ، مهذب العقول والألباب . وصدق الشاعر إذ يقول : نعم المؤانس والجليس كتاب تخلو به إن خانك الأصحاب لا مفشياً سراً ولامتكـــــدِّرا وتفــاد منه حكـــمة وصــواب الكتابُ سراجٌ يُستضاءُ به الطريق ، وشعلةٌ على دروب السائرين الحائرين، ونورٌ لمن غمَّت عقولهم بظلام الجهالة وانقطاع العرفان . أعزُّ مكان في الدُّنا سرج سابحٌ وخيرُ جليسٍ في الأنامِ كتابُ الكتابُ كلما قُلِّبت صفحاته، وخَلِقت أوراقُه ، وهبَ صاحبَه أحسنَ وأجملَ هداياه، ومن الدُّرر عطاياه ومن حسن الخلق طُبِعـت سجاياه . يقول الشاعر أحمد شوقي : أنا من بدّل بالكتب الصحابا لم أجد لي وافي